رسالتي الأولى والأخيرة

رسالتي الأولى والأخيرة

قد يبدو لأول وهلة إن الإنسان يستطيع أن
يستقل بذاته ويبتعد بمشاعره عن الآخرين ضن منه إن هذا الأمر
يضعه في قالب من القوة. وقد
كنت اشعر بذلك وكنت اضن انه بإمكاني أن اصمد إمام
تيارات الحياة وحيدا وان أواجه العقبات وأتخطاها دون صديق مخلص أو رفيق يقف إلى جانبي ، والحقيقة أني
نجحت إلى حدا ما في تحقيق ما أردته ولكن كما يقال : فان لكل
شيء ثمن لابد من دفعة وقد كان ما دفعته لا يقدر بثمن ، حيث وجدتني أشارك نفسي وحيدا في نجاحي وإخفاقي
على حدا سواء ولم أكن اعلم أن الإنسان لا يعيش وحيدا بل لا
يستطيع ذلك وكنت على يقين كامل إن مثل هذه العبارة هي نبراس مقدس لا جدل فيه . وفجأة
ودون أي مقدمات تلاقت عيناي بعيناك المتلألئتان وحينها إذا بشيء يحرك مشاعري وجعل من نظرتي
للحياة تبدو مختلفة وبت أراجع أوراقي وأخاطب نفسي وأقول : لابد
أن شيء ما قد حدث وان أمر مهم قد انتصب أمامك وجعلك تراجع أوراقك مره أخرى فالمسألة تحمل طابع مختلف
تنطوي عليه أسرار لابد من معرفتها حقيقة
لم أتردد أبدا في البحث عن السر
الجديد الذي قد ظهر في حياتي وجعل مني شخصا أخر ، فقد كان ومازال
وسيزال بإذن الله مصدرا للحب لا ينضب ، ونبعا للدفء لا يجف وساحلا للمشاعر ليس له نهاية ، ومحيطا من
العقل والرؤية لن تجد له شاطئ ولو
أطلقت قلمي العنان لما
توقف ، ولو كتب لما نصف ، ولو انه وصف لما استطاع ، فقد كنتي كوكبا دريا أضاء لي طريقي ومصباح دجى قد أنار
لي دروب الحب ... هذه بعض مشاعري وهي غيض من فيض ولو أني
كتبت لما استطاع حبري أن يفي ويشفي النفس مما فيها فالحب بحرا لا ساحل له ولا ميناء ولكن لحبنا أجمل
مواني قد عرفها الحب وأنتي أجمل ميناء تتوقف عنده مشاعري وعندها
تحيل رحى إلى سواك فقد كان الزمن بيننا قصير
، ولكن أقولها قد أحببتك
منذ أول وهلة رايتيك فيها برغم من أن الزمن القصير بيننا ، فالوقت ليس هوا الحاكم بل الوسيط بيننا
ونحن نحكمه ولكن ليس له يدا علينا.

فحبنا سيبقى ما بقينا والوفاء
والصدق بيننا أجمل ما هو كائن

أسير القمر